مرحبا موائد رمضان ..
تدور دورة الفلك وتدور السنة الجديدة ويعود إلينا ، الضيف السنوي ..شهر رمضان الكريم
شهر هو فرصة لـ..؟ هل لرمضان فرصة واحدة ..
يعود شهر رمضان والناس نحوه أصناف كثيرة ، أبرزها ثلاثة عليها السواد الأعظم من الناس ..
أولها: صنف ينظر إلى رمضان على أنه فرصة ذهبية يتمنى بفارغ الصبر أن يهل هلاله ،لأنه شهر التخلي والتحلي والتجلي و لأنه شهر العبادة والتقرب إلى الله ، شهر الخيرات والتنافس ، شهر مراجعة الذات ومحاسبة النفس ، شهر البداية من الصفر أو تنمية رصيد من مكتسبات إيمانبة سابقة ، شهر تصفد فيه الشياطين ويضاعف فيه الأجر ، فلهذه الأسباب ينمنى هذا الصنف من المسلمين المؤمنين أن يحل عليهم ضيفهم الكريم الخفيف الظل فينصبوا له موائد الذكر والنوافل وزيادة الطاعات والقربات ، ويقدّموا له كل أنواع الغذاء الروحي والإيماني والصحّي ..ومن ميزاتهم أنهم يعرفون المعنى الحقيقي لشهر رمضان و يدركون أن ما قدّموا من شيء فلأنفسهم .. وأكثر ما يخشاه هؤلاء أن يحل اليوم الثلاثين وتنتهي فترة إقامة الضيف فيجمع اغراضه ويدوّن ملاحظاته ثم ينصرف ضاربا لهم موعدا آخر بعد سنة كاملة ..لكن مع خشيتهم فهم سيفرحون فرحة الإفطار مطمئنين ولا خوف عليهم إن شاء الله..
ثانيها : صنف يرى في رمضان ضيفا ثقيلا يحل ّ عليهم ليسلب منهم في ثلاثين يوما ما جمعوه من أموال في أحد عشر شهرا ، هو صنف لا يعرف في رمضان سوى السوق والمحلاّت الكبرى التي تجبره تحت ضغط الأهل والأولاد ورحمة غلاء الأسعار وارتفاع بورصات الخضر والفواكه أن يصرف الملايين على موائد الإفطار والسحور وسهرات العائلة مع الشاي وما يتبعه وكأنه يرى في رمضان ضريبة سنوية عليه دفعها ومن مميزات هؤلاء أنهم ينظرون إلى رمضان نظرة مادية فقط تجبرهم على الإنفاق وحظ هؤلاء من العبادات قليل جدا للأسف ..
ثالثها : صنف غافل يرى في رمضان مناسبة للسهرات مع الأصدقاء و الكسل والنوم حتى ساعات الظهر ، يقضي نهاره في النوم الطويل ومساءه أمام شاشات التلفاز وليله في سهرات على موائد الدومين والقمار والمقاهي وربما الحفلات الراقصة ..فرمضان شهر الراحة عند هؤلاء وليس لهم فيه من الصوم سوى الجوع والعطش..فيخسر دنياه وأخراه ..
اللهم أهّل علينا شهر رمضان بالأمن والإيمان والبركة واجعنا مؤمنين بك ولا تجعلنا من الغافلين ..آمين