ذُكر فى الأثر :ان أهل البصرة اختلفوا
فقال بعضهم :العلم أفضل من المال
وقال بعضهم :بل المال افضل من العلم
فأوفدوا رسولا الي بن عباس -رضي الله عنهما - فسأله
فقال ابن عباس : العلم أفضل من المال
فقال الرسول .ان سألوني عن الحجة ,ماذا أقول ؟
قال قل لهم:
-
ان العلم ميراث الأنبياء , والمال ميراث الفراعنه
-
ولأن العلم يحرسك , وأنت تحرس المال
-
ولان العلم لايعطيه الله الا لمن أحبه , والمال يعطيه الله لمن أحبه ومن لا يحبه , الا تري الي قوله تعالي "وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ "الزخرف (33)1
-
ولان العلم لا ينقص بالبذل والنفقة , والمال ينقص بالبذل والنفقة
-
ولأن صاحب المال اذا مات انقطع ذكرة ، والعالم اذا مات فذكرة باق
-
ولان صاحب المال ميت ، وصاحب العلم لا يموت
-
ولان صاحب المال يسأل عن كل درهم من أين كسبه ؟ واين أنفقه ؟ وصاحب العلم له بكل حديث درجة في الجنة
-
ان كان ولابد من الخيار ، فالعلم أفضل من المال ،ما في ذلك شك ، ولكن علي أن ينتفع به صاحبه ، وينفع به غيره ، فلا يكتمه ، ولا يحبسه ، ولا يضن به ، ولا يجعل منه وسيلة الي الزلفي ، ينزلف به الي ذي جاه أو سلطان ، ولا يضر به غيره ، و لا يخشي في الحق لائما ، فلا يداري ولا يداجي ، ولا يتأول ويدور حين ينصح أو يشير ، ولا يخشي بطش ذي سلطان ، ولا بأس ذي بأس
-
ولله در القائل :-
بالعلم يسمو المرؤ الي العلياء ::::: وينال مايرجو من النعماء
فالعلم نور والجهالة ظلمة ::::: شتان بين النور والظلماء
-
فاذا اتفق لامريء العلم والمال ، وأعطي العلم حقه ، والمال حقه ، وعرف لهما قدرها ، ولم يتخذ منهما وسيلة الي البطش والبغي ، وأعان بماله ، وتصدق من فضله فقد ظفر بالحسنين ، ونال الأجرين ، وما أحسن الدين والدنيا اذا اجتمعا
-
وصدق الرسول صلي الله عليه وسلم "نعم المال الصالح للرجل الصالح"1
-
وقال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
العلم خير من المال ؛ لأن المال تحرسه والعلم يحرسك ، والمال تفنيه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق ، والعلم حاكم والمال محكوم عليه..مات خزَان المال وهم أحياء ، والعلماء باقون مابقي الدهر ؛ أعيانهم مفقودة ، وآثارهم في القلوب موجودة